اللون الازرق / الملك
اللون الاحمر / انثى المطر
اللون الاخضر / رجل مجهول
………………………
:هل يمكن أن تناوليني الصحيفة؟
:تمتلك يدين كما أملك
: أنت لطيفة
: لم أطلب منك الإعتراف بذلك
: أها أوَ حقاً؟ ما أدراك أنه إعتراف فإعترافي سيكون مغايراً:
: أجل أعلم فأنتم الرجال هكذا متقلبون!
: ماذا تقصدين؟
: وسأضيف الغباء إليكم أيضاً..
(( يصمت الملك ))
: يبدو أنك تنتمي إلى القاعدة الشاذة!
: ما هو السبب؟
: لأنك تمالكت أعصابك بسرعة
: ذلك فقط لأنني لا أحب تشويه وجهك الجميل بالدموع
: أيضاً لم أطلب منك الإعتراف بالمناسبة لا أذكر آخر مرة بكيت فيها!
: لأنك حجر!
: هل أنت متعلم؟
: وما دخل التعليم بالحجر؟
: هل حضرتك تجاوبني بسؤال؟
: أففف أجل متعلم وأملك شهادة
: إذن أنت تعلم أن الحجر لا يتكلم ولا يتنفس ولا يأكل!!؟
: فعلاً ولا يحرق الأعصاب
: رائع أيها المحترق..فكيف تنعتني بالحجر؟
: إنها كناية تعبيرية
: وما وجه الشبه بيننا؟
: عدم الإحساس
: الإحساس بالقلب
: صح
: هل شعرت بقلبي؟
: بصراحة..لا!
: إذن إصمت أيها الفاشل
: إخرسي
: هااه بدأت تستعمل رجولتك!
: عذراً لم أقصد
: لا بأس .. لا بأس .. أشمك تحترق
وغادرت تبتسم نصف انتصار!
: لحظة..أنا حقاً لم أقصد..
: لم أرغمك على الحديث معي
: لكني لست فاشلاً
: إذن مغفل؟
: بل مملوءٌ بالحياء
: مِـمَ؟
: من طلبي التالي..
: لا تذكره إذن
: لماذا؟
: لن أضمن لك حياتك
: متعالية
: إنها تمطر
: تفضلي..هاك مظلتي
: شكراً .. أملك واحدة
: هل تسمحين بمرافقتك
: عجباً..! ومالذي تفعله الآن؟
: حسناً.. أردت الإستئذان أولاً..
: فعلاً..رجل! سأذهب لمنزلي هل تذهب إليه أيضاً ؟
: إن لم تمانعي!
: بل ..أمانع أيها الوقح
: هل أنت متعلمة؟
: اختصر..
: ما معنى وقح؟
: من يتعدى حدود اللياقة
: وهل فعلت أنا ذلك؟
: تلميذ فاشل!
: المشي تحت المطر أمر ممتع
: اكيد فهو يطفئ إشتعالك
: بل يرخي لي أعصابي
: ألهذا تترنح في مشيك يا مَرْخِيّ الأعصاب؟
: ربما ثملاً من رقتك البالغة معي
: لماذا تتبعني كظلي؟
: لإنك في هذا الجو لا تملكين ظلاً وأود أن أكُونُه لكِ
: تذكرني بغباء عبسي
: أجل أنا مثله..أكره الفتيات
: لماذا؟
: لأنهن يبكين دائماً
: هه..لكنني أستطيع التحدث مع الطيور
: أحقاً!؟ وهل أبدو لك طيراً؟
: أتعلم أن الطيور لا تملك عقلاً؟
: أجل أعلم أظن أنني سأفسد الجو بمرافقتك بعد إذنك
: يوماً طيباً لك … أوااه إنتبه !
” طاااااااااخ .. يصطدم برجل أخر”
: أنت بخير؟
: آآآه..أجل..لا بأس
: آسف سيدي
: انتبه لطريقك يا رجل
: أعتذر لك يا سيدي..لقد إنزلقت عربتي بسبب المطر
: لا بأس..لا بأس أنا بخير..
: هل أساعدك؟
: كلا..شكراً
: أكنت ترافق تلك الآنسة؟
: تقريباً..
: إنها غريبة الأطوار..لا تزور هذه المنطقة إلا ويهطل المطر
: من تكون؟ هل تعرفها؟
: كلا فأنا أتجول هنا على عربتي منذ سنين واعرف سكان المنطقة
: وهي ليست من سكانها ؟
: كلا..لاحظت أنها تحضر إلى هنا مرة أو مرتين خلال العام وتجلس في ذلك المقهى ثم تغادر
: إنها متعجرفة
: رأيت الكثير مثلك يحاول الإحتكاك بها لكنها تصدهم بقوة
: أجل وبوقاحة شديدة..
: الغريب أن السماء تمطر عندما أراها تغادر المنطقة
: سأتبعها لأعرف قصتها..المعذرة
(هطول المطر بكثافة..أضاع خطاها..أو كاد!)
هل يكون ذلك الشبح هي؟
نعم هي .. سألحق بها
: هّي .. أنت ؟!!
: ظننت أنني تخلصت منك؟ لِمَ لحقت بي؟
: كنت أريد أن أسألك..
: اسمع..ستمرض تحت هذا الجو..لذا عد لمنزلك
: وماذا عنكِ أنتِ؟
: استمتع بالمرض
: ماهذا الجنون؟!
: هه..وما يهمني من إعتراضك؟!
: ولكن..صحتك تهمني
: أجل..أجل..هيا..مثل دور قيس..فقط ينقصك لون بشرته الداكنة
: لا بأس بذلك..سأطلي جسدي به إن شئتِ
: لكن المطر سيفضح لونك الحقيقي
: لن أخرج وقت المطر
: لن تراني إذن!
: وهل يهمك أن أراك؟
: جيد أيها التلميذ..بدأت تتعلم..أراهن أن المطر يغسل الفشل أيضاً
: وهل غسل فشلك؟
: إلى الآن يفعل!
: إذن كنتِ تلميذة فاشلة؟
: أفظع منك
: ما هي حكايتك؟
: لست جدتك لأروي لك القصص
: تحبين المكابرة
: هي من تحبني
: أنظري إلى هذه الحشرة..إنها ترقص تحت المطر
: ولا بأس بالرقص ليوم واحد
: ما قولك؟
: بماذا؟
: بالرقص معي تحت هذا المطر؟
: أرقص لوحدك فأنا لا أعرف الرقص
: سأعلمك
: كم مرةً رقصت تحت المطر؟
: ولا مرة
: وتود تجربتها مع غريبة؟
: لن تكوني كذلك
: ثق أنني..لا أرغب سوى أن اكون كذلك
: ألم تتعبي؟
: أجل..ضقت ذرعاً بمرافقتك
: كلا..أنتظري
: كيف تجرأ؟! أترك ذراعي
: عذراً لم أقصد أن أسئ تصرفي..لكنني
: لكنك وقح
: وأنت..أنت عنيدة
: أنت من أقحم نفسه
: ولن أبرح
: تحمل العواقب إذن وإياك..إياك أن تسئ التصرف مرةً أخرى
: أعتذر
: إسمع مضى وقتٌ طويل والمطر لم يتوقف
الأفضل أن تعود أدراجك فأنت مبتل كلياً
: سأكون بخير لا عليك مني
: بلا عليّ منك..فأنا أريد أن أرحل وأنت ملتصقٌ بي
: ليتني حقاً ألتصق بك..أووه أقصد يا إلهي
: وقح..دعني أرحل وأغرب عن وجهي الآن
: لا بأس..إرحلي..وخذيني أرحل معك
: محال
: سأكون ولداً مطيعاً
: منذ متى كان الملك مطيعاً؟
: منذ أن إرتدى ربطة عنقٍ وانتعل حذاءً
تبتسم هي
: إنها أول إبتسامة لا تشوبها سخرية!
: إرحل..لا يجدر بك أن تستمر طويلاً في السير معي
: ما المانع؟
: أمورٌ تخصني
: هل أنتِ مرتبطة؟
: أجل
: أحقاً؟؟!
: حقاً..إرتباطي وثيقٌ بالمطر
: تلعبين بأعصابي
: أمازلت تمتلك أعصاباً في جسدك بعد مرافقتي؟
: ما قصتك والمطر؟
: متابعة ماهرة لأحوال الطقس
: أهذا كل ما في الأمر؟
: وهل يثيرك؟
: كلا
: لن يثيرك الآن..إنكم تحبون الغموض..وتسعون خلفه دائماً
: وقد أحببتك
: … لسوء حظك
: لا أعترف بالحظ..أنا فقط أسعى لما أريد
: ولكن لا تحصل عليه دائماً..وقد تحبط
: على الأقل جاهدت لأجله
: أنت عازفٌ ماهر
: وهل كان لحني عذباً على قلبك أيتها العذراء؟
: كنت أتحدث عن عزفك على الجيتار
: هاه! وكيف علمتِ؟
: ظفريك كادا أن ينفذا في ذراعي
: أوه..سامحيني..يا لفظاظتي ما شر إبتسامتك هذه يا ترى
: لا أملك سواها عندما أسخر من تلميذ فاشل يحاول تقليدي
: إنت معلمتي الفاشلة..أتعلمين..
: كلا لا أعلم
: ابتسامتك تفتنني
: أنت نشال فاشلٌ أيضاً
: كيف؟!
: هذا القلم يخصني..كان بين طيات محفظتي
: كيف رأيتني؟
: أحسست بيدك الثقيلة تخطفه من معطفي
: هل ثقيلةٌ حقاً هي يدي؟
: كوجودك..ستفوتني الباخرة..
: الباخرة! إلى أين ستسافرين؟
: إلى منزلي أيها الفضولي
: سأسافر معك
: لا يسمح بإصطحاب المجانين
: سأكون عاقلاً
: المعذرة..سررت بمعرفتك
: لن ترحلي
: إمنعني إن استطعت
: على الأقل ليس بدوني
: ما الذي تريده مني؟
: قلبك
: يبدو أنك تهذي..لقد أصابتك الحمى
: أصبتني أنتِ..أريد قلبكِ حقاً
: هه وما المقابل؟
: أهديك قلبي؟
: ماذا أفعل به؟
: هو يفديك بروحه
: لا تسعني الذاكرة لموتٍ آخر
: بربك
: إمضي إلى منزلك..وكأنك لم تراني هذا المساء
: مستحيل
: صه وأتركني
: كفي عن العناد
: هل ترغمني على قلبك؟!
: بل أتوسلك!
: إنه المطر..يعصف أكثر..والرحلة قاسية
: جربيني
: لست مغامرة
: أغامر بحياتي لأجلك
: متهور
: لا يهم شيءٌ من بعدك
: ما الذي أصابك؟
: إنه حبك..إقتحمني
: إحذر..!
: أنت الأمان..ويح قلبي منكِ
: وويحُ قلبي منك
: ويلي..ما هذا الجنون؟!
: إنك حقاً عازفٌ ماهر
: وأنت ترقصين برقة المطر
: ستعلمني الرقص تحته؟
: سيفعلها الملك حتماً
ضحكت تسابقه نحو الميناء
أولى عتبات رحلة شاقة
الحوار واقعي تحت المطر
مع بعض الرتوج
(( الملك ))