الجمعة , أبريل 19 2024

(( أنـثى المطــر ))

 

اللون الازرق / الملك
اللون الاحمر / انثى المطر
اللون الاخضر / رجل مجهول

 

………………………

 

 :هل يمكن أن تناوليني الصحيفة؟

 :تمتلك يدين كما أملك

: أنت لطيفة

 : لم أطلب منك الإعتراف بذلك

 : أها أوَ حقاً؟ ما أدراك أنه إعتراف فإعترافي سيكون مغايراً:

: أجل أعلم فأنتم الرجال هكذا متقلبون!

 : ماذا تقصدين؟

 : وسأضيف الغباء إليكم أيضاً..

 

(( يصمت الملك ))

 

: يبدو أنك تنتمي إلى القاعدة الشاذة!

 : ما هو السبب؟

: لأنك تمالكت أعصابك بسرعة

 : ذلك فقط لأنني لا أحب تشويه وجهك الجميل بالدموع

 : أيضاً لم أطلب منك الإعتراف بالمناسبة لا أذكر آخر مرة بكيت فيها!

: لأنك حجر!

 : هل أنت متعلم؟

 : وما دخل التعليم بالحجر؟

 : هل حضرتك تجاوبني بسؤال؟

 : أففف أجل متعلم وأملك شهادة

 : إذن أنت تعلم أن الحجر لا يتكلم ولا يتنفس ولا يأكل!!؟

: فعلاً ولا يحرق الأعصاب

 : رائع أيها المحترق..فكيف تنعتني بالحجر؟

: إنها كناية تعبيرية

 : وما وجه الشبه بيننا؟

:  عدم الإحساس

 : الإحساس بالقلب

 : صح

 : هل شعرت بقلبي؟

: بصراحة..لا!

 : إذن إصمت أيها الفاشل

: إخرسي

 : هااه بدأت تستعمل رجولتك!

 : عذراً لم أقصد

: لا بأس .. لا بأس .. أشمك تحترق

 

 

وغادرت تبتسم نصف انتصار!

 

: لحظة..أنا حقاً لم أقصد..

: لم أرغمك على الحديث معي

: لكني لست فاشلاً

: إذن مغفل؟

 : بل مملوءٌ بالحياء

: مِـمَ؟

 : من طلبي التالي..

: لا تذكره إذن

: لماذا؟

: لن أضمن لك حياتك

: متعالية

 : إنها تمطر

 : تفضلي..هاك مظلتي

 : شكراً .. أملك واحدة

: هل تسمحين بمرافقتك

: عجباً..! ومالذي تفعله الآن؟

: حسناً.. أردت الإستئذان أولاً..

 : فعلاً..رجل! سأذهب لمنزلي هل تذهب إليه أيضاً ؟

: إن لم تمانعي!

:  بل ..أمانع أيها الوقح

 : هل أنت متعلمة؟

 : اختصر..

 : ما معنى وقح؟

 : من يتعدى حدود اللياقة

 : وهل فعلت أنا ذلك؟

 : تلميذ فاشل!

 : المشي تحت المطر أمر ممتع

 : اكيد فهو يطفئ إشتعالك

 : بل يرخي لي أعصابي

 : ألهذا تترنح في مشيك يا مَرْخِيّ الأعصاب؟

: ربما ثملاً من رقتك البالغة معي

 : لماذا تتبعني كظلي؟

 : لإنك في هذا الجو لا تملكين ظلاً وأود أن أكُونُه لكِ

 : تذكرني بغباء عبسي

 : أجل أنا مثله..أكره الفتيات

 : لماذا؟

: لأنهن يبكين دائماً

 : هه..لكنني أستطيع التحدث مع الطيور

 : أحقاً!؟ وهل أبدو لك طيراً؟

: أتعلم أن الطيور لا تملك عقلاً؟

 : أجل أعلم أظن أنني سأفسد الجو بمرافقتك بعد إذنك

: يوماً طيباً لك … أوااه إنتبه !

 

” طاااااااااخ .. يصطدم برجل أخر”

 

: أنت بخير؟

: آآآه..أجل..لا بأس

: آسف سيدي

: انتبه لطريقك يا رجل

: أعتذر لك يا سيدي..لقد إنزلقت عربتي بسبب المطر

: لا بأس..لا بأس أنا بخير..

: هل أساعدك؟

: كلا..شكراً

: أكنت ترافق تلك الآنسة؟

: تقريباً..

: إنها غريبة الأطوار..لا تزور هذه المنطقة إلا ويهطل المطر

: من تكون؟ هل تعرفها؟

: كلا فأنا أتجول هنا على عربتي منذ سنين واعرف سكان المنطقة

: وهي ليست من سكانها ؟

: كلا..لاحظت أنها تحضر إلى هنا مرة أو مرتين خلال العام وتجلس في ذلك المقهى ثم تغادر

: إنها متعجرفة

: رأيت الكثير مثلك يحاول الإحتكاك بها لكنها تصدهم بقوة

: أجل وبوقاحة شديدة..

: الغريب أن السماء تمطر عندما أراها تغادر المنطقة

: سأتبعها لأعرف قصتها..المعذرة

 

 

(هطول المطر بكثافة..أضاع خطاها..أو كاد!)

هل يكون ذلك الشبح هي؟
نعم هي .. سألحق بها

 

: هّي .. أنت ؟!!

: ظننت أنني تخلصت منك؟ لِمَ لحقت بي؟

: كنت أريد أن أسألك..

: اسمع..ستمرض تحت هذا الجو..لذا عد لمنزلك

: وماذا عنكِ أنتِ؟

: استمتع بالمرض

: ماهذا الجنون؟!

: هه..وما يهمني من إعتراضك؟!

: ولكن..صحتك تهمني

: أجل..أجل..هيا..مثل دور قيس..فقط ينقصك لون بشرته الداكنة

: لا بأس بذلك..سأطلي جسدي به إن شئتِ

: لكن المطر سيفضح لونك الحقيقي

: لن أخرج وقت المطر

: لن تراني إذن!

: وهل يهمك أن أراك؟

: جيد أيها التلميذ..بدأت تتعلم..أراهن أن المطر يغسل الفشل أيضاً

: وهل غسل فشلك؟

: إلى الآن يفعل!

: إذن كنتِ تلميذة فاشلة؟

: أفظع منك

: ما هي حكايتك؟

: لست جدتك لأروي لك القصص

: تحبين المكابرة

: هي من تحبني

: أنظري إلى هذه الحشرة..إنها ترقص تحت المطر

: ولا بأس بالرقص ليوم واحد

: ما قولك؟

: بماذا؟

: بالرقص معي تحت هذا المطر؟

: أرقص لوحدك فأنا لا أعرف الرقص

: سأعلمك

: كم مرةً رقصت تحت المطر؟

: ولا مرة

: وتود تجربتها مع غريبة؟

: لن تكوني كذلك

: ثق أنني..لا أرغب سوى أن اكون كذلك

: ألم تتعبي؟

: أجل..ضقت ذرعاً بمرافقتك

: كلا..أنتظري

: كيف تجرأ؟! أترك ذراعي

: عذراً لم أقصد أن أسئ تصرفي..لكنني

: لكنك وقح

: وأنت..أنت عنيدة

: أنت من أقحم نفسه

: ولن أبرح

: تحمل العواقب إذن وإياك..إياك أن تسئ التصرف مرةً أخرى

: أعتذر

: إسمع مضى وقتٌ طويل والمطر لم يتوقف
الأفضل أن تعود أدراجك فأنت مبتل كلياً

: سأكون بخير لا عليك مني


: بلا عليّ منك..فأنا أريد أن أرحل وأنت ملتصقٌ بي

: ليتني حقاً ألتصق بك..أووه أقصد يا إلهي

: وقح..دعني أرحل وأغرب عن وجهي الآن

: لا بأس..إرحلي..وخذيني أرحل معك

: محال

: سأكون ولداً مطيعاً

: منذ متى كان الملك مطيعاً؟

: منذ أن إرتدى ربطة عنقٍ وانتعل حذاءً

تبتسم هي

: إنها أول إبتسامة لا تشوبها سخرية!

: إرحل..لا يجدر بك أن تستمر طويلاً في السير معي

: ما المانع؟

: أمورٌ تخصني

: هل أنتِ مرتبطة؟

: أجل

: أحقاً؟؟!


: حقاً..إرتباطي وثيقٌ بالمطر

: تلعبين بأعصابي

: أمازلت تمتلك أعصاباً في جسدك بعد مرافقتي؟

: ما قصتك والمطر؟

: متابعة ماهرة لأحوال الطقس

: أهذا كل ما في الأمر؟

: وهل يثيرك؟

: كلا

: لن يثيرك الآن..إنكم تحبون الغموض..وتسعون خلفه دائماً

: وقد أحببتك

: … لسوء حظك

: لا أعترف بالحظ..أنا فقط أسعى لما أريد

: ولكن لا تحصل عليه دائماً..وقد تحبط

: على الأقل جاهدت لأجله

: أنت عازفٌ ماهر

: وهل كان لحني عذباً على قلبك أيتها العذراء؟

: كنت أتحدث عن عزفك على الجيتار

: هاه! وكيف علمتِ؟

: ظفريك كادا أن ينفذا في ذراعي

: أوه..سامحيني..يا لفظاظتي ما شر إبتسامتك هذه يا ترى

: لا أملك سواها عندما أسخر من تلميذ فاشل يحاول تقليدي

: إنت معلمتي الفاشلة..أتعلمين..

: كلا لا أعلم

: ابتسامتك تفتنني

: أنت نشال فاشلٌ أيضاً

: كيف؟!

: هذا القلم يخصني..كان بين طيات محفظتي

: كيف رأيتني؟

: أحسست بيدك الثقيلة تخطفه من معطفي

: هل ثقيلةٌ حقاً هي يدي؟

: كوجودك..ستفوتني الباخرة..

: الباخرة! إلى أين ستسافرين؟

: إلى منزلي أيها الفضولي

: سأسافر معك

: لا يسمح بإصطحاب المجانين


: سأكون عاقلاً

: المعذرة..سررت بمعرفتك

: لن ترحلي

: إمنعني إن استطعت

: على الأقل ليس بدوني

: ما الذي تريده مني؟

: قلبك

: يبدو أنك تهذي..لقد أصابتك الحمى

: أصبتني أنتِ..أريد قلبكِ حقاً

: هه وما المقابل؟

: أهديك قلبي؟

: ماذا أفعل به؟

: هو يفديك بروحه

: لا تسعني الذاكرة لموتٍ آخر

: بربك

: إمضي إلى منزلك..وكأنك لم تراني هذا المساء

: مستحيل

: صه وأتركني

: كفي عن العناد

: هل ترغمني على قلبك؟!

: بل أتوسلك!


: إنه المطر..يعصف أكثر..والرحلة قاسية

: جربيني

: لست مغامرة

: أغامر بحياتي لأجلك

: متهور

: لا يهم شيءٌ من بعدك

: ما الذي أصابك؟

: إنه حبك..إقتحمني

: إحذر..!

: أنت الأمان..ويح قلبي منكِ

: وويحُ قلبي منك

: ويلي..ما هذا الجنون؟!

: إنك حقاً عازفٌ ماهر

: وأنت ترقصين برقة المطر

: ستعلمني الرقص تحته؟

: سيفعلها الملك حتماً

 

ضحكت تسابقه نحو الميناء
أولى عتبات رحلة شاقة

الحوار واقعي تحت المطر
مع بعض الرتوج

 

 

 

 

(( الملك ))