الجمعة , أبريل 19 2024

(( الصراخ على قدر الألم ))

 

 

جهلت كل شي بالحياة 

وأتقنت كيف تمنحين الألم

 

 

تبحثين في روحي عن موضعا 

لم يصله جرحك 

وتغرسين أنيابك 

تتركين وجع وترشفين دم

 

 

أدمنت صراخي حين يأتي

 مصحوب بتوسل وندم

 

 

أيعود الزمن للوراء لأصدك 

وأملئ حياتي مبادئ وقيم

 

 

قد كنت قبلك ارفض أن أكون عاشقا

 والآن زلت قدماي في براكين وحمم

 

 

قد كنت قبلك اصرخ بالحب

صدا ورفضا 

والآن صراخي على قدر الألم

 

 

أنا أدرك بأن التاريخ لا يعيد نفسه 

ولكن تلك أماني رجل خسر الحياة

 

 

يقتات من الحب ما يقيم صلبه 

لعله يبلغ بعد الصبر حدود النجاة

 

 

لو كان لي حيلة لوليت هاربا 

ولكن العقل مني بلغ منتهاه

 

 

كالطارق باب البخيل 

يرجوا عطاء حتى كلت يداه

 

 

كالطير منتوف الجناح

 يرف بيأس عله يبلغ سماه

 

 

بمشارط الغيرة تشق بدني 

وتمسح عن وجهها قطرات دمي

 

 

أن صرخت توسلا بأني أتألم 

وضعت فمها بفمي

 

 

فأغيب عن وعي الحياة

 واصحوا على جرح أخر في بدني

 

 

متعة الحياة لديها 

وجع يأتي مني

 وصراخ على قدر ألمي

 

 

أنا المجنون الذي افسد حياته 

باسم الحب  أقدم التضحيات

 

 

لم اذكر بأني أخذت من حبها شيء

 سوى الويلات

 

 

أن شكوت الجفاء يوما 

قالت أتذكر رحيق القبلات ؟

 

 

أتذكر رعشة العشق

 نبض العروق تضج به تلك النشوات ؟

 

 

أتذكر سكرة الغرام دون خمرا 

وكيف كنت تترنح من هول السكرات

 

 

قلت نعم ! إليك باقي حياتي 

فداك العمر 

وهل يضر الجرح جسد الأموات

 

 

لماذا حين نمنح الحب كل الحياة 

يبخل الحب بأقل العطاء

 

 

عرفت أن السحب حين تتراكم

 تمطر السماء

 

 

وأن البحر حين يغضب يوما 

ستهدأ أمواجه في المساء

 

 

وان الصيف لن يبقى أبدا 

تناوشه بوادر الشتاء

 

 

إلا أنت قد استعصى عليك الفهم 

سوى كيف تمنحين الشقاء

 

 

تبنين الأحلام معي ليلا

 وفي الصباح تحملين معولا

 تكسرين أحلامي

 

 

كم معولا تكسر تحت أقدامي

 

 

حين أتوسلك أن تكفي يدك عني

 وتتركيني مخدوعا بأوهامي

 

 

ألا تبت يداك التي لم تعرف يوما

 إلا كيف أن تهدم بنياني

 

 

رجوت الإله أن تكوني من نصيبي

 

أناديك بزوجتي وتناديني بحبيبي

 

 

وتكف ادمعي و يتوقف نحيبي

 

 

أنا كمن  يطلب الجنة 

وقد اوبقت حياتي بذنوبي

 

 

أول ذنب بأني أحببت امرأة مثلك

 وأخر ذنبي

 بأني اتخذت حبك دائي وطبيبي

 

 

أرهقني الزمان بحبك عقابا 

لجُرم اقترفته منذ سنين

 

 

لأني رفضت حب نساء غيرك 

وأنخت لعشقك الجبين

 

لو كنت املك لجام قلبي 

لكنت الآن املك زوجة و بنين

 

 

لما كنت شاعرك 

أبثك الوجد والأنين

 

 

لما كنت أعاقر حبر الأقلام

 انزف مشاعري عشقا وحنين

 

يا حرقة فؤادي ودمي 

من نارا تلظ بالشرايين

 

ذابت حشاشة القلب بك صبابة 

وقلبك صلدا لا يلين

 

أراهن بعمري 

بأن في صدرك حجر يستكين

 

والعمر قبل الرهان ضاع شتاتا 

لأجل عيناك ملكته ملك يمين

 

 

الصراخ على قدر الألم

 

لم ينفعني نبض القلم

 

ولا أعاد ألي شي ذاك الندم

 

كمن رتق الشق في القلب 

بقطعة ورم 

 

استبشري أيتها الروح أذن

بالموت بعد الألم 

 

 

(( الملك ))