(( العيد الأخير ))

 

ها قد دنى العيد من جديد

اذكر بأنك وعدتني 

أن تكوني في هذا العيد زوجتي

 

 

وأذكر أيضا أنك أوهمتني

 بأنك من ستلبسينني ثوبي

 وتهندمين شخصيتي

 

 

وبأنك من سترشين العطور علي

 وتدخنين بالعود غرفتي

 

 

وبأنك ستنتظرينني حين أعود 

لتطبعين قبلاتك على رأسي و وجنتي

 

 

وبأني لن أكون وحيدا في هذا العيد

 كتلك الأعياد التي مرت علي في دنيتي

 

 

أوهام وأكاذيب صدقتها 

والواقع يحكي بأنك المحال

 الذي عشق صحبتي

 

 

ها أنا وحيدا مثلما كنت دوما 

لا زوجة لدي ولا امرأة تواسي كربتي

 

 

أنا لم اشتري شي جديد

 أو أجد في طلب فرحة الأعياد

كباقي إخوتي

 

 

لن أهندم نفسي 

أو أعلن للملأ عن وسامتي

 

 

فالفرح لم ولن يحضر أبدا 

طالما أنت بعيدة عن دنيتي

 

 

أنا لن ألومك أبدا 

على سرقتك لفرحتي

 

 

فقلبي السائب علم اللصوص

 كيف يسرقون مهجتي

 

 

كان علي أن أحفظ قلبي بعيدا 

عن يد امتدت لسرقة سعادتي

 

 

ولكن أين قلبي ؟ 

أنه هناك في يد من لا تعرف الرحمة 

أو تشفق على ضعف قوتي

 

 

أذوب عشقا أن همست لي بكلمة 

واصم أذني عن جرح كرامتي

 

سنين وأنا اعتق الصبر كرها

 في قراب محنتي

 

 

وأشرب منه جرعة على عطشي

 لعلي اروي ظمئ محبتي

 

 

 

فلا يزيدني الصبر إلا مرارة 

فوق مرارة وحدتي

 

 

سالية أنت عني في حياة

 لا أرى فيها صورتي

 

 

ومستقبلا مجهول لا شي فيه 

من تلك الأحلام التي رسمتها في مخيلتي

 

 

أنا كالطفل الذي صدق

 أن يدك المعقودة خلف ظهرك

 تخفي لعبتي

 

 

أنا اعلم يقينا بأنك 

لن تكوني يوما زوجتي

 

 

وبأني سأبقى وحيدا في كل الأعياد

 التي ستمر علي في دنيتي

 

 

سأمضي خلف الأوهام طوعا

 فالواقع يحتم علي أن امنح

 قلبي لسواك لتكون حبيبتي

 

 

ارفض الحب من نساء الدنيا 

وأرضى منك بقليل يقيم صلب محبتي

 

 

غدا سيفرح الجميع بالعيد 

وسأجدد أنا الولاء لتعاستي

 

 

أحب الحياة بقربها 

ولكن هيهات هيهات

 أن تمنحني الحياة رغبتي

 

 

 

هذا العيد سيكون الأخير

فقد أنتصر اليأس على الأمل

وأعلن النفير

 

بأن الحرب ممتدة 

حتى تحرير قلبي من حبك الكبير

 

 

فالرغبة بالحياة معك 

مازالت تنبئ بالكثير

 

 

على أن أكون وقود نارك

 كيفما الحب يريد سأصير

 

ذلا في النهار 

وسهدا في الليل الدجير

 

 

لا يهم أي مقابل لهذا الحب ثمن يدفع 

وأن كان ما تبقى من العمر القصير

 

 

عذرا لم يبقى لدي الكثير

الآمال ماتت و اليأس كبير

 

 

وقد استعمر اليأس

 قلبي الصغير

 

 

فكان القرار

أن هذا العيد هو العيد الأخير

الذي سيكون فيه قلبي لديك أسير

 

 

أن للحرية ثمن يدفع ظلما 

حسرة قلبا ودمعا غزير

 

 

السحب مهما طال 

سح مائها  في يوم مطير

 

يوم ستذوي بها الرياح 

وتشرق شمسا مشعة وقمر منير

 

 

تلك أمال الحياة 

مع سواك تراودني

لعل طائر العنقاء تبعث

 من رماد حبك و تطير

 

 

هذا العيد هو العيد الأخير

 

 

(( الملك ))