الخميس , أبريل 18 2024

(( الملائكة لا تسكن الأرض ))

حين رأيت الكذب
قد تفشى في الأرض كالداء

والخداع أصبح غاية
لكل من أراد هدفه دون عناء

والنفاق صار وسيلة لبلوغ
رضى من نحب أو حتى الغرباء

حيينها أيقنت تماما أن
الملائكة لا تسكن الأرض

حينما تحاك الدسائس بالخفاء

وتستل في ميدان الحياة سيوف الغدر
وتنصب رايات الرياء

وتستحل ظلما قلوب الأبرياء
وتسال دموع الإنسان رغم انف الكبرياء

حينها فقط كن على يقين
بأن الملائكة لا تسكن الأرض

حين تجف الغيوم وتبخل علينا السماء

فتموت الزهور عطشا
وتتصدع الأرض جفافا من بعد ارتواء

ويشكو الحجر والشجر ضجر العيش دون بكاء

حينها فقط كن على يقين
بأن الملائكة لا تسكن الأرض

حينما يصير الحب نزوة في حياة الإنسان

نزوة تطغى على كل ذرات الأيمان

فتتجلى مشاعر النفس الدنيئة ظاهرة لكل العيان

فتموت الضمائر عطشا وتدفن في مقابر النسيان

حينها فقط قل كما أقول
الملائكة لا تسكن الأرض

حينما تباح الدموع على الخدود

وتصير القلوب قاسية جلمود

ويعلوا صدأ على أبواب الصدق
والكذب حرا دون إي قيود

وتعلوا في الليل استغاثات الوفاء
فالغدر أصبح سيدا بمعية الجحود

حينها فقط كن على ثقة
بأن الملائكة لا تسكن الأرض

حينما تقصى شريعة العدل
وتستبدل بشريعة الغاب

ويتسول الحق متشردا
وتغلق في وجهه الأبواب

ويشكوا الصديق ظلم صديقه
وبالمكائد يفرق الصحاب

ويغادر الأمان نفوسنا
والوئام بين البرايا قد غاب

وتهتك ظلما عذرية الحب دون أسباب

حينها يجب أن تدرك
بأن الملائكة لا تسكن الأرض

حينما تغضب ولا تهدأ أمواج البحور

فتصفع بقوة وجه الصخور

ويغيب اللون الأزرق منها
وتسكنها ألوان الشرور

فينبذك البحر كارها لك أيها الإنسان
فأنت لم تعد طهور

فيداك مخضبة بدماء الظلم
و سأل القبور

و ذنوبك التي لا تحصى بكلمات أو سطور

حينها فقط ستعرف بأن
الملائكة لا تسكن الأرض

حينما نتخفى بدجى الليل البهيم

ونستل خناجر الغدر ونطعن في الصميم

ونرتشف من دماء سالت دون ذنب عظيم

سوى أننا بشر قد استهوينا شهوة جسدا
حين يلبسنا شيطان رجيم

ثم نبرئ النفس قائلين :-
أيها السادة أنه القتل الرحيم

حينها فقط قل معي بأن
الملائكة لا تسكن الأرض

رأيت يوما نجمة تصاحب القمر

إن تحرك تتبعه ليس له مفر

وكأنها تريده أبدا الدهر

لا تعرف بأنها حينما يصير محاق
تضيع بين ملايين النجوم
فلا تصبح في حيز النظر

كأي نجمة هي حين يغاردها القمر
هكذا نحن البشر
نفخر بصحبه هذا أو ذاك
بحب هذه أو تلك
وحين أفلوا نصبح كأي بشر من ملايين البشر

فندرك وقتها بأن
الملائكة لا تسكن الأرض

ذات مرة دست على زهرة ندية

سحقتها برجلي بكل عنجهية

فأنا مغرور بطبعي والغرور خصلة أبدية

فماذا تشكل هذه الزهرة
سوى نبتة ذات ألوان وردية

وأنا الملك حويت من كل الجمال خلية

وحين افتقدت الجمال في حياتي والروائح الذكية

ندمت أي ندم فشرعت
ألملم أشلاء تلك الزهرة الندية

فأي ملك إنا إن هزت عرشي
زهرة ذات ألوان وردية

لست سوى إنسان لا ملاكا
فالملائكة لا تسكن الأرض

أيها الإنسان أنت اضعف
من يشير إليك بالقوة بنان

أنت نكرة أن ظننت أنك معرفة
تقارع ملائكة الرحمن

فخذ من الحياة ما يجعلك
قنوع بأنك مجرد إنسان

فغدا سيضمك قبرا
وتصبح في طي النسيان

وعدل في حكمك إن نصبك زمانك
يوما قاضيا في محاكمة إنسان

فكلنا من الطين وإليه
ويوما سنصير لتراب الأرض
تغور في أجسادنا الديدان

لا تصدق نفسك بأنك ملاكا
فأنت مجرد بشرا
سيدور عليك الزمان

فالملائكة
أبدا
أبدا
أبدا
لا تسكن الأرض

(( الملك ))