(( المهــر ))

 

 

 

كأن الحياة أثارت نقعاً
وجفلتَ خيول القوم حين أقبلتُ

 


واستطردت الحياة قولاً
إن الملوك بلاء حيثما حلوا

 


واخفوا القوم الصبايا في المضارب عني
و السيوف قد أستلوا

 


ما كنت غازياً حين دنوتُ
وما كنت للقتال قد هددتُ

 


أتيت أرضكم خاطباً
لمليحة عندكم عنها قد سمعتُ

 


تلك الرحال غير ذات شوكة
بل هي مهر للغيداء قدمتُ

 


إن طلبتم أموال قارون
ها قد أتيت بمثلها إن عددتُ

 


قالوا ما كانت نسائنا للملوك سبايا
إن أردت زواجا فقولها الفصلُ

 

فرحبوا بي حين آمنتهم سخطي
وقالوا سنأتيك بها لتسمع ردها
و ما كنت لغير قرارها قبلتُ

 


فغرست صولجاني في الأرض
ومددت صبري للانتظار
وكنت من قبل ما صبرتُ

 


ومن خلف خُدر سمعت صوتها :-

أن أيها الملك وصالك بالحب أتى
أم بغير ذلك قد هممتُ ؟

 

 

فقلت لها :-
بالحب قد أتيتكُ ما كُنت لأخُذك دون حُباً
لأجلك سنين انتظرتُ

 


قالت :-

كيف تحبني وأنت لم تراني
فالقلب دون العين لا يعرف الحب
مهما عني قد سمعتُ

 

قلتُ: –

الأذن تعشق قبل العين أحيانا
ذاك شعرا قيل وبه آمنتُ

 


قالت :-

قالوا عن القمر شعرا
وعند المحاق لم يرد له ذكروا

 

قلت :-

محاقك جمالا
لو لا المحاق ما ولد البدرُ

 

قالت : –

فأخبرني عن نفسك هل أحببت يوم غيري؟
ولا تشطح بالجواب دونك الصدقُ

 

قلتُ :-

ما كنت لأكذب يوما
قد كنت بحب غيرك متيما لو لا الغدرُ

 

قالت :-
إن أخبرتك بأني بغيرك كنت عاشقة
أتغفر لي عشقي القديم السالف الذكرُ ؟

 

قلتُ :-
لا .. فأنا أريد أن أكون أول من يلج قلبك
لم يسبقني إليه لا زيد ولا عمروا

 

قالت:-
فتلك أنا أيضا
ما كنت لأقبل برجل كانت في قلبه فاطمة
أو ليلى أو نساء كثروا

 


فعذرا ياسيدي مهرك مردودا
و وصالك مسدودا
ما لم يكن لهن في حياتك ذكروا

 


انقطع صوتها فعرفت بأنها بانت
حيث سترها المسدول عليه ستروا

 


أفحمتني بردها
فمن لا يرضى بما لا يرضى للغير
ذاك حقا ذكره صدقوا

 


فارتحلت عن مضاربهم
أُبـيّت عزماً
في الغد سيأتيك نبأ فعلي
لا يسعه قولوا

 


شككت لها قلب فاطمة وليلى
و نساء غيرهن
على أسنة رماح حُمروا

 


وغرستها فجرا عند خيمتها
وكتبت لها :-
تلك القلوب مهرا أقدمه إليك
لا خاب من أتى بالقلوب مهروا

 


و مع أشراقة الشمس أشرقت شمس وجهها
فذاك يوم شمسان فيه تشرقان صُبحوا

 


فإذا هي باسمة المحيا
ينم عن صباحه وجهها
جماله سِحرُوا

 


قالت : –

قد رضينا بمهرك
و وصالك حقا علينا لا يفنده عُـذروا

 


أنا من قدمت المهر قلوبا للغادة الحسناء
وإن أرادت قلوب كل النساء
أتيت بها كِـثروا

 

 

 

 

(( الملك ))