الخميس , أبريل 18 2024

(( الوردة الصفراء ))

 

مسكت بيدي وردة صفراء
ومضيت اقطف أوراقها ببرود
المشاعر وشي من الازدراء

 

و هي تنظر إلي بغضب شديد
وتعض على شفتيها بأسنان بيضاء

 

وأنا لا ألقي لوجودها أي اهتمام
وكأنها والكرسي على حد سواء

 

أشارت إلي أن تعال هنا
لا تعرف بأني الملك من تأتيه انكسارا جميع النساء

 


فأشرتُ إليها بـــ لا
من أرادني فليأتني فلست مضطرا لهذا اللقاء

 

حملت كبريائها الجريحة
وأتت إلي تجر ذيول الخيبة والرجاء

 

سحبت كرسيا من طاولتي
وألقت بجسدها الجميل عليه بغضب واستياء

 

قالت:
عذرا لا تظن بأن وسامتك لها سحرا علي
فأنا ما أتيت إلا من اجل هذه الوردة الصفراء

 


أجبتها وأنا اقطف أخر ورقة من على ميسم الوردة :
أنا لم أسألك لما أتيت!
وما كنت لأسألك أصلا
فلا تسهبين بتصوراتك الحمقاء

 


قالت: ما ذنب هذه الوردة لتعريها هكذا من جمالها ؟
أليس لك قلبا يحن على الضعفاء؟

 

أم تريد أن تثبت قوتك ؟
حتما أنت ضحية أحد النساء


لتنقم من وردة ضعيفة دون أن تخضع للعقاب
فأنت تدرك بأن هذا الأمر لا يدينه القضاء


فأردت أن تقول لنفسك ها أناذا اقسوا
و أتفنن في عقاب رمز الغيرة على النساء

 


كم اكره الرجل حين يستعرض قوته بهمجية

و تصرف الجبناء

 

 

سكتت ويديها تتصب عرقا
وعينيها تقدح شرارا
كالفتيل قنبلة توشك أن تنفجر هذا المساء

 


جمعتُ أوراق الزهرة الصفراء
كومة من أوراق مزقت أشلاء
وقدمتها لها على صحن قهوة سوداء
و بيدي قدمت لها عود الوردة
وميسمها العاري من أي ورقة صفراء

 

قلت لها :-
هاك أعيدي الوردة لحالتها الأصلية

اغرسي الورق في ميسمها
لتعود كما كانت أيتها الشقية

واعدك أن أحب كل الزهور فيه البرية
أو في أي حديقة أو مزهرية

أعدك أن أعود كما كنت
أحب كل شي في الحياة
ولا أقسو على أي وردة ندية


لأنك حينها ستعيدين إلي رغبتي في الحياة
التي سلبتها أنثى مثلك بقصة حب أسطورية


هيا ابدئي في صياغة قصة لحياتي الجديدة أيتها الفضولية

 

ارتبكت أمام مطلبي
تارة تنظر إلي
و تارة تنظر نحو أوراق الوردة
في الصحن الذي بجانبي

 


ثم قالت:-
كيف؟ كيف أعيدها هذا مستحيل
فأنا لست قادرة على هذا الأمر
مهما حاولت هذا مستحيل
صدقني مستحيل

 

غضبتُ غضبا ً شديد
و نظرت إليها بقسوة أقسى من الحديد

 

وقلت لها :-
هكذا أفسدت حياتي أنثى مثلك ٍ
مزقتني أشلاء وتركتني وحيدا في دنيتي

 

اكره كل شي جميل
و اجعله دمار هكذا اشعر بقوتي

 

وحين اختلي وحيدا في غرفتي
أطلق العنان لأحزاني ودمعتي

 


اذهبي إلى طاولتك يا صغيرتي
فأنت جميلة جدا
قبل أن أقرر أن أجعلك عشيقتي
وحين سأنتهي منك سيكون كالوردة الصفراء مصيرك ٍ
فأنا رجلا فقدت إنسانيتي

 


لم أرى خوفا في حياتي مثل الذي رأيته في عينيها
ولا شفاه ترتجف كاشفتيها
الصمت أطبق عليها
فوقها وتحتها و حواليها

 


ومع كل هذا فاجئتتي حين قالت:-
أنا .. أنا مستعدة لأن اقتحم المجهول
فأنت أثرت بي الفضول
ما رأيك ؟
هل اسطر على صفحات تاريخ الدامي
أول الفصول لمسرحية أعدك بأن تطول؟

 

غادرت طاولتي تحمل نصف انتصار
والنصف الأخر تركته بيدي لأتخذ بشأنه القرار

 


بقيت وحيدا على طاولتي
تعصف بي رياح الأقدار

 

مغامرة حب جديد تنتظرني؟
هل سأحتمل مزيدا من الانكسار؟

 

 


(المشهد الأخير)

 

طاولة فارغة
ليس عليها سوى أوراق وردة صفراء
وميسم في لحظات الاحتضار

 


تقابلها طاولة أخرى جلست عليها
وبمعيتي فتاة أسمها سارة تبتسم ابتسامة الانتصار

 


مغامرة حب جديدة
سأرى إلى أين ستأخذني معها الأقدار

 

 

 

 


(( الملك ))