سَأُحِبُّكِ حَتَّىَ الْمَوْتِ
فِدَائِرةً حَيَاتِيْ عِنْدَ الْمَوْتِ تُكَمِّلُ
سِنِيْنَ وَأَنَا أَهْوَاكَ بِلَا أَمَلَا
وَالْيَأْسُ يُرَاوِحُ نَفْسِيْ وَلَا يَرْحَلُ
يَسْأَلُوْنِيْ عَنْ الْغَرَامِ .. أَأَنْتَ مَّغْرَمٍ ؟
وَهَلْ مِثْلِيّ يُسْأَلُ
أَيُهْجِرُ لَذَّةٍ الْحَيَاةِ عَذُوْلِا
أَتَبْكِيْ الْعُيُوْنِ دُوْنِ سَبَبُ يُجْهَلَ
أَنِّيْ لِحُبِّكَ أَقْسَمْتُ أَنْ أَكُوْنَ أَرْضَا
تَزْرَعُ فِيْهَا زُهُوْرُ الْغَرَامِ لِتَتَجَمَّلُ
أَكُوْنَ لَكَ مَطَرُ الْسَّمَاءِ إِنَّ شِئْتِ
وَالْبَرْقِ وَالْرَّعْدُ وَالْسُّحُبْ تَتَجَوَّلُ
لِأَجْلِ عَيْنَيْكِ سَأَقْتَلِعُ عُيُوْنِيْ وَفِيْ كَفَّكِ أَضَعُهَا
لَسْتَ بِحَاجَةٍ لِأَنَّ أَرَىَ غَيْرُكَ تَتَجَمَّلُ
أَوْ أَرْهِفِ الْسَّمْعَ لِهَمْسِ الْغَرَامِ
حِيْنَ يَأْتِيْنِيْ مِنَ شَرْقُ أَوْ غَرَبَ أَوْ فَوْقَ أَوْ أَسْفَلُ
مَا سِمَعْتْ أُذُنَيْ لِلْحُبِّ إِلَا مَنْكٍ
فَهُوَ الْغَرَامِ وَ هُوَ الْهِيّامْ وَ هُوَ الْأَمْثَلُ
شَدَوْتُ بِالْقَصِيْدِ رَثَاءْ حِيْنَ
أَيْقَنْتُ بَأَنْ الْمِحَالِ قَدْ أَقْبَلَ
وَبِأَنَّكَ حُلُمٌ حَيَاتِيْ الَّذِيْ أَضْغَاثِهِ حَقِيْقَةِ
فِيْ عِلْمِ الْغَيْبِ لَمْ تُهْمِلِ
لِيُصْبِحَ الْأَمَلْ مَيْتَا قَبْلَ أَنْ يُوْلَدَ
وَرَحِمَ الْحَيَاةِ يَلْفِظُهُ بِتَعَجُّلِ
سِنِيْنَ مَضَتْ وَأَنَا اعْتِقْ خُمُوْرَ الْنَّشْوَةُ فَيَّ شَفَتَيَّ
وَلَا أَجِدُكَ لِكَيْ أَثْمَلُ
فَأَبْلِعْ الْصَّبْرِ مُرْغَمَا
وَارْشُفْ الْمُرْ مِنْ كُؤُوْسِ الْحَنْظَلِ
لَمْ تُرَاوِدُنِيْ نَفْسِيْ فِيْ غَيْرِكَ يَوْمَا
أَوْ فِيْ الْلَّيْلِ غَيْرِكَ أَنْ أَتَخَيَّلُ
كُلُّ الْنِّسَاءِ عِنْدِيْ أَشْبَاهِ رِجَالْ
وَحْدَكَ الْأْنْثَى الَّتِيْ يُطَيِّبُ لِيَ حُبَّهَا أَتَسَوَّلُ
لَيْسَ عَارِا فِيْ مَدَائِنْ حُبُكِ أَتَشَرَّدُ
فَأَنَا مُلْكَا تَخْفَىْ تَحْتَ عَبْاءِةِ الْعِشْقُ أَتَجَوَّلُ
الْبَحْثِ عَنْكِ صَارَ نَوْعا مِنَ طُقُوْسْ حَيَاتِيْ
دُوْنَهَا حَيَاتِيْ لَا تُكَمِّلْ
الْبَحْرِ وَالْلَّيْلِ وَالْقَلَمِ شُهُوْدا
فِيْ مَحْكَمَةِ الْحَيَاةِ سَيَشْهَدُوْنَ
بِأَنِّيَ فِيْ الْحُبِّ أَنَا الْأَمْثَلُ
وَالْنُّجُوْمَ فِيْ الْسَّمَاءِ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ لَنْ تَبْخَلُ
وَأَهَاتْ رَدَدْتُهَا جُدْرَانِ غُرِفِتِيٌ
وَصَدَاهَا يَئِنُّ وَ يَصْهَلُ
وَالْدَّمُ فِيْ شَرَايِيْنِي سَيَحْلِفُ صِدْقا
بِأَنَّ غَيْرَكَ مَا جَرَىْ فِيْهِ كَالْجَدَوَلِ
الْنَاسْ فِيْ هَرَجٍ وَمَرَجَ
وَرَغْبَةً الْحَيَاةِ فِيْهِمْ لَمْ تَأْفُلُ
وَأَنَا يَا سَيِّدَتِيْ مَا عُدْتُ ارْغَبُ
بِغَيْرِ سِتَارِ حُبَّكَ عَلَيَّ أَنْ يُسْدَلْ
إِنْ مِتُ يَوْمَا قَبْلَ بُلُوْغِكُ
فَأَسْدِلي جُفُوْنِيْ عَلَىَ عُيُوْنِيْ بِيَدَيْكَ
قَبْلَ غَيْرِكِ أَنَّ يَفْعَلُ
كَفِّنِينِي بِوِشَاحَكِ الَّذِيْ تَتَوَشحَيْهُ دَوْمَا
فَهُوَ الْأَقْرَبُ لِنَحْرِكَ وَ هُوَ الْأَجْمَلُ
وَقِفِيْ عَلَىَ لَحْدِيْ بَاكِيَةً
فَقَدْ بَكَيْتُكَ وَأَنَا فِيْ الْحَيَاةِ ارْفُلُ
وَامْسِكِيْ بِيَدَيْكَ مُصْحَفا
وَاقْرَئِيْ مَا تَيَسَّرَ لَدَيْكَ وَمَا تُرَتِّلُ
فِيْ الْحَيَاةِ مَازِلْتُ أَنْا
لَكِنْ الْحَيَاةِ تَنْتَهِيَ بِالْمَوْتِ وَتَرْحَلُ
مَا دُمْتُ حَيا سَأُحِبُّكَ
فِدَائِرةً حَيَاتِيْ نَاقِصَةٌ
وَعِنْدَ الْمَوْتِ سَتُكْمِلُ
(( الْمَلِكُ))