(( سيطول إنتظارك كثيرا ))

(( سيطول إنتظارك كثيرا ))

 

طال انتظارك كثيرا

 

لقلبا إن يأتيك باكيا دمعا غزيرا

 

فقد اعتدت أن تهجريني أياما

 وأنا أتي أليك متوسلا كسيرا

 

أقدم الرجاء بين يديك ذُلا كبيرا

 

لعلي أبلغ رضاك

 رغم الظلم الذي حاق بحياتي

عمرا طويلا

 

 

ذاك ماضي ذهب وتولى

ما عدت أرضى لحياتي أن أكون ذليلا

 

دفعت من حياتي كل أيام عمري

وما جنيت إلا عطاء قليلا

 

كالكريم في وطن اللئام

يعطي ولا ينال ألا لعنا وبيلا

 

كالتائه في زحام الحياة

لا يملك دليلا

 

تهت في دروب الطريق إليك

في دنيا حسبتها ظلا ظليلا

 

فأحرقتني الرمضاء جمرا

هجرا و هجيرا

 

أوقدت في جسدي نيران غيرتي

 ومضيت تستمتعي بأوجاعي

 صراخا و عويلا

 

إن خمدت ناري سجّرتها

 بحطب غيري فأشعلتني سعيرا

 

وإن شكوت أخرستني

بوعيدك وأعلنت رحيلا

 

أنت تظنين

بأني سآتي أليك أتوسل وجودك

 وأرضى بظلمك شرا مستطيرا

 

نسيت بأني رجلا ذو كبرياء

 وإن سجنتها في ظلمة ليلا طويلا

 

وبأن لصبر حدود

سيأتي بعده غضبا كبيرا

 

الصبر وأن طال يوما

عند النائبات سيصبح قصيرا

 

والحب وأن فلق الصخر وجدا

يوما لغضبي سيكون أسيرا

 

نعم حبك كان جّل حياتي

و وحده من كان مثيرا

 

جعلت حياتي مداد

تكتبين فصول الحب

 تارة تعشقيني

وتارة تلعنين الحب لعنا كثيرا

 

 

قد بلغ الصمت منتهاه

وآن أوان الصراخ

بأنك لن تجدي إلي سبيلا

 

عهود الحب قد ماتت

فليس لك عندي عهدا

بأني لن أرى حب سواك جميلا

 

وفيت لك

وأنا في ذمة حبك

 ولست ملزما بالوفاء

لحبك الذي أصبح قتيلا

 

الأموات لا يعودون للحياة

ذاك أمرا مستحيلا

 

اقرئي على روح الحب فاتحة الكتاب

 وعلى شاهد قبره ضعي إكليلا

 

واذرفي دمع الندم علي

فأنا لن تجود الحياة بمثلي

 مهما عشت عمرا طويلا

 

هذه الحياة أراها جميلة

وقد كنت من قبل لا أرى سواك جميلا

 

أني أنزفك من جرحا أنت صاحبته

ولم أرى في حياتي نزفا كهذا غزيرا

 

وحتى يتطهر جسدي منك

علي أن انزف دمي كله

فهل سأموت ؟

 

 

أني اختار الموت

على أن أعيش حياتي

 بين يديك ذليلا

 

لكن اقسم بأنك بعد اليوم لن تجدي إلي سبيلا

 

(( الملك ))