28/12/2010 م
عيد ميلادي الخامس والثلاثون
مَاذَا بَعِيْد مِيْلادِي سْتَهْدَّينَنِي؟
ضَمّة أَو قُبْلَة عَلَى شِفَاهِي تَرْوِيْنِي
أَنِّي فِي حَالَة شَوْق
نَسِيْت بِهَا كُل شَي سِوَى رَغْبَة تَعْتَرِيْنِي
أَهْدَتْنِي شُمُوْع كَثِيْرَة
وَعُوْد ثِقَاب وَاحِد
فِي يَوْم لَم تَهْدَأ عَوَاصِفُه بَارِد بَارِد
رِيَاح تَأْتِي عَلَى كُل شَي حَيّا فَتَجْعَلُه هَامِد
وَقَالَت : –
أَشْعَل شُمُوْعَك وَاحْتَفَل بِذِكْرَى مَوْلِدِك الْخَالِد
و يّحُك كَيْف افْعَل ؟
فَالرِّيَاح عَدْوَة الْنَّار فِي هَذَا الطَّقْس الْبَارِد
عُوِّد الْثِّقَاب سَيَنْطَفِئ قَبْل أَن يُلَامِس الْشُّمُوْع
و سَيَمْضِي يَوْم مَوْلِدِي بِلَا رُجُوْع
وَسَتَبْقَى حَسْرَة مَشُوْبَة بِالْدُّمُوْع
رَاهَنْت عَلَى نَجَاحَي
وَبِأَنِّي قَادِر عَلَى إِشْعَال الْشُمْوع هَذَا كَان إِحْسَاسِي
إِن حَرَمْتَنِي مِن رَّغَبَاتِي
وَشَوْق اسْتَعْمَر ذَاتِي
لَكِنِّي سَأُشْعِل الْشُّمُوْع مُعْلِنَا احْتِفَالَاتِي
أُخْرِجَت عُوِّد الْثِّقَاب
وَغَرَسْت الْشُّمُوْع فِي الْتُّرَاب
وَتَوَسَّلْت الْلَّه أَن تَهْدَأ الْرِّيَاح لِثَوَان قَلِيْلَة
أَتَمَكَّن خِلَالَهَا مِن إِشْعَال الْفَتِيْلَة
فَأَنَا بِصَدَد الاحْتِفَال بِلَيْلَتِي الْجَمِيْلَة
يَوْم مَوْلِدِي كَم انْتَظَرْتُك أَيَّام طَوِيْلَة
يَدَاي تَرْجُفَان
خَوْفَا وَبَرَدَا تَرْتَعِشَان
هَدَأَت الْرِّيَاح قَلِيْلا
رَبِّي أَنِّي أَشْكُرُك شُكْرَا كَثِيْرَا
سَأُشْعِل عُوِّد الْثِّقَاب أَخِيِرَا
ثُم الْشُّمُوْع لأحتَفل احْتِفَالِا مُثِيْرَا
حَكَكْت عُوِّد الْثِّقَاب بِحَذَر
اشْتَعَل نَارا تَأْتَلِق بِقَلْب الْنَّظَر
وَفَرْحَة فِي صَدْرِي تَعْتَمِر
وَدِفْئ فِي جَسَدِي يَسْتَعِر
لَم يَنْطَفِئ عُوِّد الْثِّقَاب
بَل يَشْتَعِل و يَشْتَعِل
وَمَا أَن قَرَّبْتُه مِن أَوَّل شَمْعَة
حَتَّى مَالَت نَحْوِي
وَنَفَخْت فِيْه
أَطْفَأَتْه مِن أَوَّل نَفْخِه
فَأَصْبَح فَحْم اسْوَد فِي يَدِي وَالْدُّخَان دَمْعُه
و يّحُك مَاذَا فِعْلَتِي ؟
كَيْف عُوِّد الْثِّقَاب اطَفِئَتِي
كَيْف فَرْحَتِي بِالاحْتِفَال بِيَوْم مَوْلِدِي سَلِبَتِي
إِلَا يَكْفِي مَا بِحَيَاتِي فِعْلَتِي
حِرْمَان مِن فَوْقِي وَتَحْتِي
وَنَار تَلَظ فِي أَحْشَاء كَبِدِي
وَانْتِظَار شَق صَدْرِي
نَفْخُك فِي جَمْر عَذَابِي إِلَا يَكْفِي؟
ضَحِكَت
وَقَالَت :-
كُنْت أُدَاعِبُك لَا أَكْثَر
ظَنَنْت أَنِّي أَهْدَيْتُك عَوْدَان ثِقَاب وَأَكْثَر
نَسِيْت أَنَّه وَاحِد فَقَط لَا أَكْثَر
يَا لِلَحْظِك الْسَّيِّئ
لَن تَحْتَفِل بِيَوْم مِيْلادُك هَذِه خَسَارَة لَا تُذْكَر
فِي عِيْد مِيْلَادِك الْقَادِم سَأُهْدِيْك الْنَّار كُلَّهَا
كُل شُمُوْعَك سَتُشْعِل
ذَهَبَت
لَم يَكُن عَلَيْهَا الانْتِظَار عَاما أُخَر
فَهِي بِالْفِعْل أَهْدَتْنِي الْنَّار الْآَن
فَهِي تَشْتَعِل فِي صَدْرِي جَحِيْمَا كَالْبُرْكَان
هَذِه الْنَّار الَّتِي أَهْدَتْنِي
و قَبْل ثَوَان كَانَت قَد أُطْفِئَت نَار
تَمَنَّيْتَهَا أَن تَبْقَى لِيَحْتَفِل بَعِيْد مِيْلَادُه إِنْسَان
إِنْسَان أَكْثَر مَا يَتَمَنَّاه أَن يَعِيْش يَوْم مِيْلَادُه دُوْن حِرْمَان
بَقِى أَن نُذَكِّر مَا تَبَقَّى
عُوِّد ثِقَاب اسْوَد
وَشُمُوْع تَشُكُّوا الانْتِظَار
و أَنَا
إِلَا تَرَوْنَنِي ؟
هُنَاك
جَسَد إِنْسَان تَشْتَعِل فِيْه الْنَّار
نَسِيْت
لَا يَرَى الْمَوْت
إِلَا مَن بِه لَحَظَات الِاحْتِضَار
(( الْمَلِك ))