الثلاثاء , أبريل 16 2024

(( الخطيـئـــة الكبـــرى ))

خطئي الوحيد

بأني أضعت طريق الرجوع

ولم احمل زاد معي فسأموت جوع

وأن عطشت فهل لي غير الدموع

أنا لم أعرف يوما معك سوى الخنوع

لا عودة بعد اليوم لعرش مُضاع
ومُـلك مخلوع

خطئي الوحيد

بأني لم انثر خلفي أوراق الزهور

لأتبعها إن لمحت الحزن يصرع السرور

وافر هاربا من الحب
قبل أن تصعب علي الأمور

ما ارق قلبي الذي أشفق على أوراق الزهور
وترك الحب يقيدني وكأني مأسور

خطئي الوحيد

بأني أحببتك حتى الغرق

كالشمس حين تغوص في بحر الغسق

كالقمر حين أكتمل بدرا فاتسق
لا احد قبلي ولا بعدي
في هواك جن واحترق

أنا وحدي من غامر بالروح
دون أن يترك حيزا للحذر والقلق

خطئي الوحيد

بأني إنسان مغرور

ظننت الحب اضعف من أن يجعلني حرفا مجرور

أو أداة كسر تجعل المرفوع مكسور

أو ينصب بالفتحة انكسار سيدة الحب
أمام هيبة الغرور

الظن خذلني فالحب تربع على عرشي
واحتل القصور

وأعلن بأن الملك صار عبدا مأجور

خطئي الوحيد

بأني ارتويت يوما من شفتيك ٍ

فصار كل الماء في الحياة ليس كالذي لديك ٍ

كل أنثى غيرك كالنجوم يدرن حواليك ٍ

وأنت شمس السماء وأنا اقرب كوكب إليك ٍ
ومالي وللنجوم

إن كنت يوم اتخذت وطني واد بين ناهديك ٍ

خطئي الوحيد

بأني رفضت كل النساء
وسحقت بقدمي قلوب عذراء

واخترت هواك أنت من بين بنات حواء

لو كنت كغيري لجعلت الحب
يتوسلني صبح مساء

لكني من آمن جهلا
بطقوس عدالتك العمياء

خطئي الوحيد

بأني كنت
و لازلت لا اشتاق للكبرياء

وبأني اشعر بأن عذابك أكثر لذة
من مشاعر العظماء

وبأني أهواك أكثر
كلما انتابتني موجة البكاء

وكأني بلا حياة دونك
جسدا مجندل بالعراء

فات الأوان لتدارك الأمر الآن
فليرحمني رب السماء

خطئي الوحيد

بأني رسمت للحياة لوحة واحده
جسدت فيها وجهك الجميل

و تفاصيل جسدك البارزة
ورفضت أن أمزج فيها أي ألوان باهته
قضيت نص عمري ارسمها

فهي أسطورتي الخالدة
استنفذت فيها كل طاقتي
ومشاعري المتوقدة

الآن أنا لا اعرف كيف ارسم

فهجرت مرسمي

و ريشتي

و أوراقي البالية

خطئي الوحيد

أني سحقت الملك في ذاتي حين تمرد

ورضيت أن أكون ناسكا
في محراب حبك أتعبد

ارتضيت لنفسي عذاب
يجهض روحي وأنا بمشهد

وأنا لا أحرك ساكنا
تجاه حب حطم حياتي وافسد

لعمري كيف صرت رمادا
من بعد أن كنت جمرا أتوقد

هذا أنا و هذا الحب الذي حطم غروري
وكيف فيه عربد

خطئي الوحيد

أني أتحت للحب
أن يرتقي فوق هامات الرجال

أن يسحقني فتاتا
و ينثرني كحبات الرمال

أن يبعثرني آهات
و يلملمني بقايا حروف رائعة الجمال

انثرها على ورقة
كثيرا ما ضاق بها الحال

تقرؤونها بعطش التائه في صحاري الحب
والمتردي من قم الجبال

هذا أنا !

و هل مثلي يجهله مثلكم
أو أكون طيف من خيال

خطئي الوحيد

أني لم اعتبر
من مصير العاشقين

ولا من قصص الكاتبين

أو حتى من طلائع المنجمين

مئات من كتب العشق عندي
تحكي ما ينئ له الجبين

وتبكي لأجله عيون المتجبرين

وملاحم عشق انتهت
بالموت بعد عذاب مهين

لكن ماذا أقول عن نفسي
إن كنت صرت في هواها من المجانين

يا إلهي

أنه ليس بخطأ وحيد!

بل هي أخطاء كثيرة

ولكن تبقى الخطيئة الكبرى

إني عاشق لها

من قمة رأسي

حتى أغمص القدمين

وسأبقى ..

(( الملك ))