أَسْوَء مَا فِي الْحَيَاة أَن أَكوْن ملكا
نصبت نفسي على عرش الْنِّسَاء
فَلَم تَبْقَى أنْثَى قَاوَمَت رجوْلَتِي
وَجَعَلْتَهَا خَاتَم يَسْتَدِيْر فِي إِصْبَعِي
وَأَجْهَشَت لَيْلَهَا عَوِيْ& وَبكَاء
بِغَرَامِي اسْتَبَحْت كَرَامَتِهَا
وَسَحَقَت مِنْهَا الْكِبْرِيَاء
تَتَرَجَّى مِنِّي نَظْرَة
أَو رَغْبَه بِلِقَاء
أَنَا مَلِك اسْتَطَعْت أَن أَرَوَّض قلوْبهن
بِسِيَاط عشْقِي مَتَى وَكَيْفَمَا أَشَاء
طَوَابِيْر انْتِظَار عِنْد أَبْوَاب قَلْبِي
لَعَلَّهَا تفْتَح ذَات مَسَاء
كَثِيْرَة هِي اْمَال التي يسْبِقهَا الْرَّجَاء
أَنَا لَسْت متَاحَا لِكل أنْثَى
وَلَسْت مَع كل هَذِه الْفَوْضَى زِيَر النِّسَاء
ربَّمَا ِأن لِي قَلْبِا لَم يَعْرِف يَوْمَا الْرَّحْمَة
أَو تَقَلّبِه عَوَاصِف الْغَرَام الْهَوْجَاء
مَا رَأَيْته مِن غَرَام قَذِر
وَكَذَّب لَدَى بَعْض اْلاصْدِقَاء
جَعَلَنِي ارْتَاب حَقّا بِحَقِيْقَة الْحب
لغَة جَسَد و شَهْوَة قَذِرَة وَرِيَاء
وَكَثِيْرَة مِن الْكَذِب يَأْتِي عَلَى مَوْجَة بكَاء
سِنِيْن وَأَنَا اتَّقِي مَكْر الْنِّسَاء
سِهَام الْغَرَام تَمْرق بَيْن أَضْلعِي
وَتخْرِج مِخْضَبَه بِالْدِّمَاء
دوْن أَن تصِيْب فؤَادِي
الَّذِي يَتَّصِف بِالْبَرَاءَة وَالْنَّقَاء
وَتَمْضِي بِي الْحَيَاة دوْن حبّا
أَو عِشْقَا يرَاوِدنِي ِلأحَد الْنِّسَاء
لَكِن مَن يَأْمَن الْحب الا جاهلا
بِحَقِيْقَة أَن الْغَرَام يَفْعَل مَا يَشَاء
مَتَى وَكَيْفَمَا ؟
هَذَا بِعَلَّم الْغَيْب وَصَحَائِف الْقَضَاء
فَكَانَت حِكَايَة الْسّقوط تَنَسّج فصوْلهَا بِالْخَفَاء
أنْثَى لَيْسَت كَأَي أنْثَى تَمر عَلَي كالايام
صبْحا وَظهْرَا وَعَصْرَا وَمَسَاء
هِي كَالْفصوْل اْلارْبَعَة
مبَعْثَرَة بَيْن رَبِيْع وَخَرَيْف و صَيْف و شِتَاء
فَحِيْن وضِعَت سَهْما فِي وِتْر قَّوَّسَهَا
وَسحِبَت الْوَتَر حَتَّى َلامَس صَدْرِهَا
أَطْلَقْته وَقَلْبِي نَصَب عَيْنهَا
فَنغْرَس سَهْم الْغْرَام فِيْه يَنْفث سَموْم حبَّهَا
فَأَصْبَحَت قَتِيْلا; بِغَرَامِهَا
وَتَفَشَّى الْدَّاء فِي جَسَدِي مَرِيْض أَنَا بِدَاء عِشْقِهَا
فَسَقَطَت عَلَى اْلارْض أَتَرَجَّى عَطَفَهَا
وَأَمد يَدِي إِلَيْهَا أَيّهَا الْحب رِفْقَا بِي
مَا عدْت أَقْوَى بِعَادَهَا
ألام جَسَدِي تَسْتَجْدِي دَوَاء عِنْدَهَا
قِبْلَة مِنْهَا تَنْسَيْنِي أَلآم الْدّنْيَا كلَّهَا
أَو ضَمّة حَنّان تَنْسَيْنِي شَقَاء قَسْوَة قَلْبِهَا
هِي تدْرِك بِأَنِّي مجَرَّد صَفْحَة غَرَام فِي كِتَاب حَيَاتِهَا
سَتقَلَّب يَوْمَا لَصَفَحَة تَأْتِي بَعْدَهَا
فَلِمَاذَا جعِلْت حَيَاتِي جَحِيْما
وَمَاء الْحَيَاة لِغَيْرِي يطْفَأ نَارَهَا ؟
أَكَان اْلامْر تَحَدِّي؟
أَم رِهَان قَذِر رَاهَنْت بِه بَعْض بَنَات جِنْسِهَا ؟
مفَاده أَنَّهَا اْلأنْثَى الْوَحِيدَة الَّتِي تَسْتَطِيْع
أَن تَجْعَل نَفْسَهَا سَيِّدَة وَأَنَا فِي الْغَرَام عَبَدَهَا؟
أَيْن الْخَطَأ فِي حَيَاتِي؟
تَذَكَّرْت بِأَنِّي أَنَا مِن تَسَبَّبَت فِي مَأْسَاتِي
فَقَد أَبْهَرَت أنوْثَتِهَا وَجْدِي
وَسَكِرْت طَوْعا مِن كؤوْس جَمَالِهَا مَع أَوَّل نَظَرَاتِي
أَنَا مِن تَحَامَق و وَقَفْت أَمَامَهَا عَارِي الْصَّدْر
يَظْهَر مِن مَكَان قَلْبِي نَبَضَاتِي
وَاسْتَسْلَمَت طَوْعا أَمَام هَمْسَهَا
حِيْن أَتَى يَهز أَرْكَان خَلَجَاتِي
أَلوْم نَفْسِي بِأَنِّي انْكَسَرَت أَمَام رَّغَبَاتِي
فَكَان جَزَائِي سَهْم الْغْرَام
يَنْكَسِر نَصْله فِي صَمِيْم ذَاتِي
تَبّا لِي وَلَذَّاتِي
وَسحْقا لِرَغَبَاتِي ومَلذّاتِي
هَذَا قَلْبِي الْمَوْهَن وَقَد تَفَشَّى فِيْه دَاء الْحب وَالْغَرَام
يَنْبِض بِضَعْف فَقَد نَزْف الْكَثِيْر
مِن دِمَاء الْعِشْق وَالَهيَام
مَا مَصِيْرَك أَيّهَا الْقَلْب؟
مَالِي أَرَاك تَرْفِض الْكَلام؟
وَإِن نَطَقْت فَبِمَاذَا سَتَأْتِي؟
نَدَمْا أَم إِصْرَار عَلَى الْغَرَام؟
سَكَتَت الْجَوَارِح كلِّهَا
و الْرِّيَاح وَأَمْوَاج الْبَحْر وَالْطّيوْر حَوْلَهَا
وَالامطَار هنَا تَوَقَّفَت وَالْرَّعْد صَمْت بَعْدَهَا
سكوْن فِي كل رِحَاب الارْض وَالْسَّمَاء فَوْقَهَا
نـنـتـظَر هَذَا الْقَلْب مَاذَا سَيَقوْل بَعْدَهَا
قَال :-
إِنِّي أحِبّهَا
أَوَلَيْس لِلْمَوْت أَسْبَاب يَأْتِي بَعْدَهَا ؟
( ( الملك ) )