(( بِكَــاءٍ وَ رَجُــاءً ))

[align=center]قَالَ لَهَا :-
أَ تَتَزَوجينِيّ ؟ أَتَكُونُينَ أَمَّا لْبَنِيْنِيّ؟

قَالَتْ لَهُ : –
كَيْفَ وَفِيْ قَلْبِكَ أُخْرَىَ
الْنَّاسِ يَتَدَّاوَلُوُنَ قِصَّةِ عِشْقِكِ يَا صَغِيْرِيْ

قَالَ لَهَا : –
ذَاكَ مَاضٍ وَلَّىَ وَانْتَهَىَ مَنْ حَيَاتِيْ
أَنَا الْآَنَ أُرِيْدُكِ أَنْتِ لِتُرَمَمّيّ بَقَايَا ذَاتِيْ

قَالَتْ لَهُ : –
مَنْ قَالَ بِأَنِّيَ أَلْتَفِتُ لِلبَقَايَا؟
أَتُرَانِي حُرَّةٌ أَمْ إِحْدَىَ الْسَّبَايَا؟

قَالَ لَهَا : –
تَجَاوَزِيَ عَنْ خَطِيْئَاتِيَ
فَأَنَا رَجُلا لَسْتُ مَلَاكَا مُنْزِلَ مِنْ السَّمَاوَتِيّ

قَالَتْ لَهُ :-
إِنَّ تَجَاوَزْتُ عَنْ خَطِيْئَةِ وَاحِدَةً
فَكَيْفَ أَتَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوْبٍ
تُوَبِقُ تَارِيْخِكِ الْمُثْخَنَ بِالْجِرَاحَاتِيّ

قَالَ لَهَا : –
مَعَكَ سَأَنَسَىَ تَارِيْخِيَّ
وَأَيُّ حُبّا سَكَنَ ذَاتِيْ
وَأَزْهِقِ رُوْحِيْ وَ سْكُبِ عَبَرَاتِيْ
قَالَتْ لَهُ :-
لَا يَنْسَىْ مِثْلُكَ حُبِّهِ فَلَا تَكْذِبُ أَيُّهَا الْرَّجُلُ
فَلَنْ أَرْضَىَ بِرَجُلٍ
تُشَارِكْنِيْ فِيْ قَلْبِهِ أُنْثَىْ فِيْ حَيَاتِيْ

قَالَ لَهَا :-
سأُعاهِدِكِ عَلَىَ حَبَّا لَا يَنْتَهِيَ
تَكُوْنِيْنَ فِيْ نِهَايَتِيِ وَمَبْدَأَيْ
قَالَتْ لَهُ : –
عُهُوْدَكَ قَرَأْتُهَا يَوْمَا لِسِوَايَ ذُكِرَتْ
فَلَا عُهُوْدِ لِأَجْلِيَ بَقِيَتْ

قَالَ لَهَا :-
قَالُوْا لَنْ يُنَسِّيكْ حُبّا عَظِيْمٌ إِلَّا حُبا أَعْظَمُ مِنْهُ
قَالَتْ لَهُ :-
مَا أَرَىَ إِلَا حُبّكَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ أَيِّ حُبّا لِسِوَاهَا
لَنْ أُغَامِرْ بِحَيَاتِيْ بِأَنَّ اطْلُبِ الْنُّجُوْمُ مِنَ سَمَّاهَا
قَالَ لَهَا : –
حَيَاتِيْ أُرِيْدُهَا مَعَكَ أَنْ تَبْدَأَ
وَ مَوْتِيّ عَلَىَ صَدْرِكَ هُوَ الْمَبْدَأُ

قَالَتْ لَهُ :
حَيَاتِكَ عَوَاصِفُ عِشْقٍ لَهَا
حُرُوفَا كَتَبْتُهَا لَنْ تَتَوَقَّفْ أَوْ تْهَدَأَ

قَالَ لَهَا :-
غَيْرُكَ كَثِيْرَاتٌ يَطْلُبْنَ مَحَبَّتِيِ
يُطَرِّبْنَ لِوِصَالِيْ وَ يَنْتَظِرْنَ مَوَدَّتِيْ

قَالَتْ لَهُ :-
لَسْتُ مِنْهُنَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ فَأَنَا أُرِيْدُ رَجُلا يَصُوْنُ عِشْرَتِيَّ
يَكُوْنُ لِيَ وَحْدِيْ فِيْ جَنَّتِيٌ

قَالَ لَهَا : –
اخْتَرْتُكَ أَنْتَ مِنَ بَيْنَهُنَّ
أَلَا يُرْضِيْكَ هَذَا لِتَغْفِريّ خَطِيْئَتِيْ؟
هَلْ الْوَفَاءِ لِحَبِيْبَتِيْ جَرِيْمَتِيْ ؟

قَالَتْ لَهُ : –
قَدْ قُلْتَهَا يَا سَيِّدِيْ
الْوَفَاءِ لَهَا !
سَتَبْقَىَ وَفِيّا لَنْ يَكْفِيَكَ شَيْ
وَإِنْ قَدِمَتْ لَكَ عُيّوُنِيِ بِيَدِيْ
قَالَ لَهَا :-
أَرْجُوْكَ انْتَشَلِيْنِيّ مِنْ حَالَةٍ الْضَّيَاعِ
وَمَنْ خَبُثَ الْنِّسَاءِ
إِنَّهُنَّ حَوْلِيَّ كَالْضِّبَاعِ الْجِيَاعَ

قَالَتْ لَهُ :-
أَيْنَ حَبِيَبْتَكِ سَيِّدِيْ ؟ أَلَيْسَ لَهَا فِيْ الْأَمْرِ بَاعَ
لَسْتُ لَبُؤَةٌ تَحْقِدْ عَلَىَ الْضِّبَاعِ
أَوْ أُمِّكَ الَّتِيْ تَحْمِيْكِ مِنْ الْجِيَاعَ

قَالَ لَهَا : –
مَا أَسْوَءِ اخْتِيَارِيْ
أَهَكَذَا تَرْفُضِيْ وِصَالِيْ
وَتَسَحَقيّ بِلَا رَحْمَةٍ رَجَائِيْ
ظَننِكِ مَاءً يُطْفِئُ نَارِيْ
وِدِرْوِبْ تَأخَذَنَّنِيّ بَعِيْدَا عَنْ شَقَائِيّ

قَالَتْ لَهُ :-
مَا أَنَا إِلَّا أُنْثَىْ
عَرَفْتُ أَنَّكَ تُرِيْدُ أَنْ تَبْنِيَ حَيَاتُكَ مِنْ أَجْزَاءِ حُطَامِيْ
عُذْرَا سَيِّدِيْ لَيْسَ هَذَا رَجَائِيْ

وَانْتَهَىَ الْأَمْرُ كَمَا بَدَأَ

هُوَ فِيْ بُكَاءٍ وَرَجَاءً
وَ هِيَ تَرْفُضُ أَنْ تَكُوْنَ زَوْجَةً لِرَجُلَا فَقَدْ كَلَّ شَيْءٍ
سِوَىْ

سِوَىْ

الْوَفَاءِ

(( الْمَلِكُ ))[/align]