أَرْهَفْت الْسَّمَع يَوْمَا لَصَوْتا يَأْتِيْنِي مِن بَعِيْد
يَقُوْل لِي أَن الْحَيَاة تَأْتِي بِكُل يَوْم جَدِيْد
فِيْه الْوَقْت يَتَشَابَه وَتَخْتَلِف مَشَاعِر الْسَّادَة و الْعَبِيد
مِن يُحِب بِالْأَمْس تَرَاه الْيَوْم يَكْرَه حُبِّه الْوَحِيْد
شَاعِر لِلْغَرَام يُنَظِّم رَوَائِع الَحُّب بِالْقَصِيْد
وَتَارَة للْهِجَاء وَالْقَدَح يُعْلِن عَن نَفْسَه شَاعِر عَتِيْد
الْحُب فِي بُحُوْر الْحَيَاة لَيْس لَه أَشْرِعَة تَجُرُّه لِلْبَعِيْد
أَو تُعِيْدُه نَحْو مَرَاسِي الْنَّجَاة كَيْفَمَا يُرِيْد
الْغَرَق مَحْتُوما مَتَى أَبْحَرْت يَقُوْدُك أَمَل بَلِيْد
الْحُب لَيْس كُل شَي فِي الْحَيَاة يُمْتَد
وَلَا هُو أَعْظَم شَي وَاسْعَد
وَلَيْس كُل حَرَّوْف تَعْنِي الْغَرَام
بِالْحُرُوْف أَيْضا يُكْتَب الْكُرْه وَيُمَجِّد
لَا يَعْنِي الْفَشَل دَوْمَا نِهَايَة الْحَيَاة
كَم مِن فَاشِلا اعْتَلَى سُوَر الْنَّجَاح الْمُشَيِّد
وَشَيَّد لِلْعِز قَصْرَا وَاعْتَلَى عَرْش الْسَّعَادَة الْمُؤَبَّد
كَم مِن عَاشِق بَكَى مِن فِرَاق حُبِّه
وَعَمَّا قَرِيْب بِحُب غَيْرَهَا سَيُنَظِّم الْقَصِيد و يُنْشِد
كُل مَا عَلَي فِعْلُه هُو الانْتِظَار
فَأَبْوَاب الْقَلْب مُشَرَّعَة لَيْل نَهَار
وِدِرْوِب الْحُب إِلَيْه سَهْلَة الْمَسَار
لَا وَفَاء يُقَيِّدُنِي أَو إِخْلَاص
يُخَيِّرُنِي بَيْن الْجَنَّة وَالْنَّار
فَأَنَا مَا عُدْت مَسْلُوْب الاخْتِيَار
مَا عُدْت ابْكِي و أِنُوح
كُلَّمَا أَبْعَدَتْنِي عَن صَدْرِهَا كَالْصِّغَار
إِن رُفِضَت تَقْبِيْلِي فَأَنَا فِي شَرْع الْشِّفَاه
غُرُوْرا لَا أَقْبَل الانْكِسَار
مَازِلْت فِي مَحَطَّات الْحَيَاة
أُمَارِس الانْتِظَار
إِن فَآتَتَنِي رِحْلَة الْقِطَار
فَعِلْمِي بِأَن كُل نِسَاء الْدُّنْيَا لِي رِحْلَات قِطَار
مَا عَلَي إِلَّا أَن أُحْسِن الاخْتِيَار
عَلَى عَتَبَات الْرَّحِيْل سَأَقِف
لَا رَحِيِل بَعْد الْيِوْم فِي الْأَرْض أَو الْبِحَار
أُمَارِس طُقُوْس الانْتِظَار
كَيْفَمَا يَشَاء الْعُمْر
شَابّا أَم كَهْلَا تَتَقَاذَفُنِي الْأَقْدَار
سَيَأْتِي الْحُب حَتْمَا
مَشْيَا أَو حَبْوَا
طَوْعَا أَو كَرْها
فَأَنَا مَازَالَت تَسْتَعِر بِي نَشْوَة الْغَرَام
كَجَمْرَة خَلَّفَتْهَا نَار
أَنَا كَمَا أَنَا وَسِيْم حِيْن تَعْكِس الْمِرْآَة تَفَاصِيْل وَجْهِي
وَإِن كَانَت هُنَاك بَقَايَا انْكِسَار
لَا يُهِم
قِبْلَة الْحَيَاة مِن شِفَاه صَادِقَة
تُعَيِّد رَوْنَق الْحَيَاة لِي
وَكَأَنِّي لَم أُمَارِس الْعِشْق يَوْمَا
أَو ابْلُغ فِي سَبِيِل الْعِشْق حَشْرَجَة الِاحْتِضَار
وَلَن أَقُوْل لَهَا بِأَنِّي فِي بُحُوْر الْحُب يَوْمَا خُضْت الْبِحَار
سَأَكْذِب
فَرُبَّمَا بَعْد حُبَّهَا سَأَكُوْن فِعْلَا لَم اعْرِف الْحُب يَوْمَا
فَلَا احَد يُذْكَر أَوْلَى قَطَرَات الْمَطَر
حِيْن تَسْقُط بِغَزَارَة الْأَمْطَار
إِذَن
كُل مَا عَلَي فِعْلُه هُو الانْتِظَار
وَأَنَا مُنْذ هَذِه الْلَّحْظَة
أُمَارِس طُقُوْس الانْتِظَار
(( [color=FA0309]الْمَلِك[/color] ))[/align]