حِيْنَمَا تَكُوْن حَلْاوَة الْحَيَاة قِطّعَة سُكَر
تَكُوْن هُنَاك مَعَان كَثِيْرَة لِحِرْمَان
قُض مَضْجَعَي وَظُلْم سَحَقَنِي وَكَسْر
لَم أَجِد فِي الْحَيَاة كُلِّهَا بَهْجَة
تُنْعِش غَيْبُوْبَة سَعَادَة سَقَطَت مُنْذ سِنِيْن وَأَكْثَر
أَو آَمَال تَزْرَع فِي حُقُوْل حَدِيْقَتِي
زُهُوْر لَوْنُهَا أَحْمَر
جُمِعَت دُمُوْع فِي أَنَاء شَاهِدا
لِتُشْرِق عَلَيْه شَمْس ظَلَمَك فَتَبَخُّر
تَرَسَّبَت أَمْلَاح فِي إِنَّائِي
أَخَذْتُهَا تَرْشُهَا عَلَى جِرَاحِي لِتَجْعَل الْأَلَم اكْبَر
مَلَامِح الْحَيَاة لَدَي سَوْدَاء
مِن بَعْد مَجْدَا عَظِيْم كُنْت فِيْه أَتَبَخْتَر
يَا ظَالِمَة أَمَّا رَأَيْت مَا حَل بِمَن قَبْلِك
فِرْعَوْن و الْنُّمْرُود و قَيْصَر
طَغَوْا بِالْبِلَاد وَالْعِبَاد
فَكَان الْعَاقِبَة لَهُم هَلَاك وَمَجْدَا مُكَسَّر
عَصَّبَت عَيْن الْعَدَالَة
وَغَشَشْت فِي رُمَّانَة مِيْزَانَك
كِفَّة تَمِيْل لِظُلْمِك
مُهِمَّا كَانَت حَسَنَاتِي اكْبَر وَاكْثَر
نُصِبَت قَاض لِلْغَرَام
بِظُلْمِك يُؤْمِن وَبِالْعَدَالَة يَكْفُر
وَقُلْت لَه احْكُم بِأَمْرِي
وَابْتِسَامَة مَارِقَة عَلَى شَفَتَيْك لَوْنُهَا اصْفَر
كِدْت لِلْغَرَام مُؤَامَرَة
فُصُوْلُهَا نَصْرا مُؤَزَّر
وَاسْتَبَحْت الْعَدْل دَمُه
عَلَى مِحْرَاب حُبِّك يَقْطُر
وَمَضَيْت فِي إِلْقَاء الْلَّوْم عَلَي
وَهَل كُنْت عَلَى ظُلْمِك اقْدِر
أَنَا إِنْسَان مَازِلْت بِإِنْسَانِيَّتِي ارْحَم طَيْر جَرِيْح
وَاطْعِم قَط مُشَرَّد ابْتَر
مَازِلْت ابْكِي لْبُكَاء طِفْلَا يَتِيْم
وَاشْعِر بِمَن حَوْلِي وَبِهِم أَتَأَثَّر
مَازِلْت أَكُن فِي صَدْرِي عَطْفَا لِلْصُّخُوْر
إِذ هِي بِالْجَحِيْم تُسْجَر
أَنَا لَسْت مِثْلَك
لِأَنِّي لَم أَنْسَى بِأَنِّي إِنْسَان يُحِس و يُشْعِر
نَسِيْت كُل مِن قَبْلِك مِن نِسَاء
و كُلَّمَا أَرَدْت نِسْيَانَك أَتَذَكَّر
بِأَنَّك أُسْطُوْرَة لَا تُنْسَى
مُهِمَّا كَانَت قَسّوَتِك كَالْسَّمَاء تُمْطِر
لِتُنْبِت أَشْوَاك فِي حَدِيْقَتِي
تُدْمِي قَدَمَي جِرَاحَا لَا تَتَخَثَّر
بَعْد هَذَا بُحِثَت عَن حَلْاوَة الْحَيَاة دُوْنَك
فَلَم أَجِد شَي يُذْكَر
سِوَى قِطْعَة وَضَعْتُهَا تَحْت لِسَانِي
أَنَّهَا قِطّعَة سُكَر
مُنْتَهَى الْظُّلْم
حِيْنَمَا تَكُوْن لَذَّة الْحَيَاة قِطّعَة سُكَر
(( الْمَلِك ))