زَغَارِيْد وَمُوْسِيْقَى وَأَفْرَاح
و نِسَاء عَلَى كَرَاسِي
وْطَاوْلات عَلَيْهَا مَأْكُولَات وَكُؤُوس و أَقْدَاح
وَاحْتِفَال صَاخِب وَرَقْصَات وَلَيَال مَلَاح
فَالكُل هُنَا أَتَى لِيَشْهَد يَوْم زِفَافِي
وَلِسَان حَالِهِم تَبَارِيْك وَتَمَنَّيَات بِسَعَادَة أَيَّامِي
أُمِّي وَأَخَوَاتِي خَالاتِي وَعَمَّاتِي
وَكُل قَرِيْبَاتِي
سَعَادَة تَغْمُرُهُم فَّأَخِيْرَا شَهِدُوْا يَوْم زَوَاجِي
مِن بَعْد عِنَاد وَانْتِظَار فِي اخْتِيَار شَرِيْكَة حَيَاتِي
كَثِيْرَات مِن الْغُرَبَاء
الَّلاتِي حَضَرْن زَفَافِي هَذَا الْمَسَاء
يَتَسَاءَلُون مِن تِكُوُن هَذِه الْحَسْنَاء
الَّتِي اخْتَارَهَا الْمَلِك لِتَكُوْن شَرِيْكَة حَيَاتِه
فِي الْسَّرَّاء وَالْضَّرَّاء
لَا عَجَب فِي الْأَمْر
فَحِيْن رَأَوْهَا قَالُوْا هَذِه أَجَمَل الْنِّسَاء
بْفِسْتَانْهَا الْأَبْيَض وَغُنْج وَدَلَال وَبَهَاء
جَلَسَت عَلَى عَرْش الْقَاعَة الْحَمْرَاء
فِي انْتِظَار الْمُلْك أَن يَأْتِي لِيُقَبِّلُهَا بَيْن عَيْنَيْهَا
إِعْلَان لِحُلْم أَصْبَح وَاقِعَا هَذَا الْمَسَاء
الْدُّمُوْع مِن عَيْنَي أُمِّه تَعْزِف الْفَرَح لَحْن فَرِيْد
وَابْتِسَامَات أَخَوَاتُه تَحْكِي مُسْتَقْبَلَا جَدِيْد
وَصَغَار يُفَرْقِعُون بَالُوْنَات وَكَأَنَّه يَوْم الْعِيْد
كَانَت لَيْلَة مِن لَيَالِي الْعُمْر الْمَجِيْد
أَنْتَصِف الْمَسَاء
وَتُهَيِّئ الْمَلِك لِدُخُوْل الْقَاعَة الْحَمْرَاء
سَعَادَة تَغْمُرُه وَرَغَّبَه عَارِمَة فِي رُؤْيَة زَوْجَتِه الْحَسْنَاء
تُذَكِّر لِلَحْظِه كَم صَبَر لِأَجْلِهَا وَرَفَض آَلِاف الْنِّسَاء
كَم أَرْهَقَتْه الْحَيَاة ظُلْمَا وَتَحَدَّى الْمِحَال وَآمَالا عَمْيَاء
وَالَحُّب فِي مَلَكَات رُوْحُه يَتَشَبَّث بِتَلَابِيب الْبَقَاء
يَبْكِي إِن الْمُسْتَحِيْل أَعْلَن عَن نَفْسِه لَا حِيَلِه لَه سِوَى الْبُكَاء
تُذَكِّر الْدَّمْع كَيْف صَار يَوْم كَأَمْطَار الْشِّتَاء
وَالْآهَات كَالْرُّعُوُد فِي صَدْر الْسَّمَاء
لَا يُهِم الْآَن
فَقَد نَال أَخِيِرَا مُرَادُه
لَحَظَات و يَكُوْن فِي الْقَاعَة الْحَمْرَاء
لِيُكْمِل فُصُوْل حَيَاتَه مَع مَن اخْتَارَهَا قَلْبَه رَغْم الْعَنَاء
أَشَارُوْا إِلَيْه بِالْدُّخُوْل
وَمَا أَن اطَل بِهَيْبَتِه بَيْن الْحُضُور
حَتَّى دَوَّت أَصْوَات الْزَغَارِيْد بَيْن الْجُمْهُوْر
وَعَزَفَت الْفُرْقَة الْمُوْسِيْقِيَّة أَلْحَان الْسَّعَادَة وَالَّثُّبُوْر
و هُو يَقْطَع الْبِسَاط الْأَحْمَر بِكِبْرِيَاء وَغُرُوْر
لِيَصِل حَيْث زَوْجَتُه الَّتِي وَقَفَت بِحَيَاء مَسْتُوْر
اقْتَرَب مِنْهَا أَخِيِرَا
و نَظَرَا إِلَيْهَا كَثِيْرا
وَجَسَدِه مِن الْشُّوُق يَشْتَعِل سَعِيْرا
كُل شَي أَصْبَح مُثِيْرَا مُثِيْرَا
مَال نَحْوَهَا
وَلَامَس صَدْرَه صَدْرِهَا
لِيُعْلِن بِأَنَّهَا الْمَلِكَة و هُو أَسِيْرُهَا
وَقَبْل أَن تُلَامِس شَفَتَاه جَبِيْنُهَا
أَعْلَنْت أُمِّه مِن خَلْف الْبَاب
بقْرْعَهَا اللَّطِيْف بِرِقَّة تُثِيْر الْإِعْجَاب
قُم يَا بَنِي الْسَّاعَة الْسَّابِعَة سَتَتَأَخَّر عَلَى عَمَلِك
وَأَبُوْك غَاضِبَا لِأَنَّك لَم تُصَلَّي الْفَجَر فِي جَمَاعَة
أُمِّي الْغَالِيَة
لَيْتَك تَأَخَّرْت ثَانِيَة
صَحَوْت مِن نَوْمِي
وَجَلَسَت عَلَى مَخْدَّعِي
قَرَصَت نَفْسِي مِن ذَرَاعِي
تَأَلَّمْت
إِذَن ذَاك حِلْمَا و هَذَا وَاقِعِي
(( الْمَلِك ))